د. إيمان الشربيني تكتب: الجمعية العمومية.. الصوت الذي يُفترض أن يهزّ الاتحاد

في أي نظام رياضي محترم، تُعَدُّ الجمعية العمومية العقل والضمير وصاحبة الكلمة التي يمكن أن تقلب الطاولة إذا قصّرت الإدارة. لكن في واقعنا، صارت الجمعية العمومية أشبه ببطاقة شخصية منتهية: موجودة… لكنها لا تُستَخدم. ويواصل الاتحاد عامًا كاملًا كأنه يعيش في جزيرة منعزلة، بلا محاسبة ولا مساءلة.

من المفترض أن تراجع الجمعية العمومية الخطط، وتطّلع على الميزانيات، وتناقش الأداء، وتقول بصراحة:

«الرياضة ماشية صح… ولا إحنا بنلعب استغماية؟»

لكن ما يحدث فعليًا هو أن الجمعية العمومية تظهر في يوم الانتخابات فقط، تلتقط الصورة التذكارية، ثم تختفي حتى الموسم التالي.

وهنا تتكوّن المشكلة:

إدارة بلا رقابة.

ولجان بلا محاسبة.

وقرارات تُتَّخذ في غياب أصحاب الحق الأصليين.

فما الحل؟

بأسلوب الإدارة الحديثة… نُعيد تشغيل «المخ» الذي ظلّ في وضع السكون.

١ – تقارير ربع سنوية واضحة وملزِمة.

وليس أوراقًا لتأدية واجب، بل تقارير تُجيب عن: أين ذهبت الأموال؟ ما النتائج؟ وما خطط الستة أشهر القادمة؟.

٢ – منصة إلكترونية رسمية للجمعية العمومية.

يستطيع العضو من خلالها الاطلاع على المستندات، والتصويت على القرارات، ومتابعة التنفيذ.

لا داعي لانتظار الاجتماع السنوي لنتبادل الصراخ ساعتين.

٣ – جلسات نقاش واستماع حقيقية.

كل لعبة، وكل نادٍ، وكل مشكلة… لها طاولة وحوار وتقرير يخرج للرأي العام الداخلي.

٤ – تأهيل أعضاء الجمعية العمومية

لا يمكن أن نطلب من العضو محاسبة الإدارة بينما هو نفسه لا يعرف أدوات المحاسبة.

التدريب الإداري والمالي ضرورة، وليس رفاهية.

٥ – عقوبات لعدم الشفافية

أي إدارة ترفض تقديم مستنداتها أو خططها تُحاسَب فورًا.

فالسكوت ليس سياسة.

الخلاصة:

الجمعية العمومية ليست ضيف شرف، ولا رقمًا يُستدعى فقط يوم الانتخابات.

هي المحرك الأساسي للرياضة، لكنها تحتاج نظامًا يلتقط صوتها ويستفيد من قوتها، بدل أن تظل في وضع «حاضر وغايب» في نفس الوقت.

د. إيمان الشربيني
– خبيرة الإدارة الرياضية وتطوير السلوك من خلال الرياضة.
– حاصلة على الدكتوراه من جامعة أسوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى