الخبير السياحى أحمد سلام يكتب : السياحة الداخلية في مصر.. صناعة تحتاج إلى رؤية وخدمات تليق بالجمهورية الجديدة

تُعد السياحة الداخلية إحدى الركائز الأساسية لدعم الاقتصاد الوطني، ليس فقط لأنها تحرك عجلة العمل وتخلق فرصًا استثمارية جديدة، بل لأنها تعزز الانتماء وتمنح المواطن المصري متنفسًا ترفيهيًا يحاكي المعايير العالمية.

 

وفي ظل توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة خلق بيئة مناسبة لتطوير السياحة، بات من الضروري النظر إلى السياحة الداخلية باعتبارها صناعة متكاملة تحتاج إلى رؤية واضحة، وخدمات احترافية، ومناخ عام يليق بصورة مصر أمام مواطنيها وزوارها.

 

فالمطاعم السياحية والكافيهات الراقية لم تعد مجرد أماكن لتناول الطعام أو المشروبات، وإنما أصبحت عناصر جذب أساسية تعكس صورة حضارية للبلد، وتمنح السائح أجواءً مميزة تبقى عالقة في الذاكرة. وكذلك فإن أماكن السهر المنظمة ومراكز الترفيه تمثل متنفسًا مهمًا للشباب والعائلات، شرط أن تدار باحترافية وتحت إشراف يضمن الأمان وجودة الخدمة.

 

لكن لا يمكن أن نغفل بعض السلبيات التي تُضعف من تجربة السائح، وأبرزها سوء التعامل أحيانًا مع الزائر سواء كان مصريًا أو أجنبيًا، بالإضافة إلى ظاهرة التسول المنتشرة في الإشارات الرئيسية، وخاصة في المناطق ذات الطبيعة السياحية مثل المهندسين والزمالك، وهو ما يعطي انطباعًا خاطئًا بأننا دولة تعاني من الفقر المدقع، على الرغم من أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة ومقومات هائلة لا مثيل لها.

 

إن التجربة السياحية الناجحة اليوم لا تكتمل إلا عبر الدمج بين الجانب الترفيهي والثقافي؛ فزيارة الأهرامات أو القلعة مثلًا يمكن أن تتبعها أمسية موسيقية في كافيه أو جولة في مطعم سياحي، ليخرج السائح الداخلي ببرنامج متنوع ومشوق يثري رحلته.

 

وأخيرًا، فإن تطوير وتنمية الأيدي العاملة في قطاع السياحة يعد من أهم العناصر التي تضمن الاستدامة، حيث إن العامل المدرب والمؤهل هو الواجهة الحقيقية التي يراها السائح، وهو من يصنع الانطباع الأول والأخير عن مصر.

 

كما نناشد وزارة السياحة، ممثلة في غرفة المنشآت السياحية، بعقد اجتماعات دورية مع أصحاب المحلات والمنشآت السياحية للاستماع إلى مشكلاتهم، والعمل على إيجاد حلول واقعية تخلق بيئة عمل تليق بالجمهورية الجديدة، وتواكب حجم التطلعات نحو صناعة سياحة متكاملة ومستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى