سر دخول المسحراتي سيد مكاوي الفن

من أشهر وأجمل الأعمال الرمضانية المحفورة في الأذهان عبر الأجيال هى سلسلة «المسحراتى»، التى كتبها الشاعر فؤاد حداد، ولحنها وغناها العبقرى سيد مكاوى.
ويقدم الإذاعي وجدى الحكيم مجموعة من الحوارات والتسجيلات النادرة مع عمالقة نجوم زمن الفن الجميل، ممن تركوا بصمة مضيئة في حياتنا برصيدهم الفنى وتسجيلاتهم الصوتية التى أصبحت من النوادر التى لا تزال تشد إليها جماهير المستمعين.
يقول سيد مكاوى: «لم أولد ضريرا، ولكنى أصبت به فكان سببا لاتجاه أهلى لتحفيظى القرآن الكريم ومعرفة الإنشاد الدينى، فكنت أقرأ القرآن وأؤذن للصلاة بمسجدى «أبوطبل والحنفى» بحى الناصرية، وأحببت اللحن والغناء أيضا، لكنى تقدمت للجنة الإذاعة مطربا، وتم اعتمادى، وكانت أولى الأغانى من ألحان عبدالعظيم عبدالحق وهى «محمد»، والثانية لأحمد صدقى وهى «تونس الخضراء»، وقدمت لمحمد عبدالمطلب أغنية «اتوصى بيا» وحققت نجاحا غير مسبوق».
وتابع: «كما قدمت أغنية «قلت لأبوكى عليكى وقاللى»، وكذلك أغنية «كل مرة لما أوعدك»، وشريفة فاضل غنت لى «مبروك عليك يا معجبانى يا غالى»، ولمحمد عبدالمطلب «اسأل مرة عليا»، ولحنت لليلى مراد «حكايتنا احنا الاتنين»، وشادية «هوى يا هوى»، ونجاة «لو بتعزنى»».
وأوضح مكاوى، أن كل ذلك النجاح لا يضاهيه شيئا مقارنة بالمشاركة في الأحداث الوطنية المهمة، والعمل مع صلاح جاهين في «أوبريت الليلة الكبيرة» و«الرباعيات» لذلك لهما مكانة مختلفة عن ما قدمته.
وأشار، إلى أنه كان له صديقان شاركاه حب الفن، هما إسماعيل رأفت ومحمود رأفت، وكانا يتقنان العزف على القانون والكمان، وهما من وسطٍ ثرى؛ فقد كان لديهما الكثير من الأسطوانات القديمة والحديثة لموسيقى العصر، أمثال: عبدالحى حلمى، وسيد درويش، وداود حسنى، ومحمد عثمان، وكانوا دائما بجانبه ويصطحبانه ليستمعوا بشكلٍ يومى لتلك الأسطوانات، وحَفِظوا عن ظهر قلب عشرات الأسطوانات من أدوار وموشحات.
وأكد مكاوى، أنهم شكلوا ما يشبه فرقة غناء وموسيقى صغيرة، وأن حقبة الخمسينيات شهدت تقديم ألحانه للإذاعة المصرية، حيث لحن الأغانى الدينية للشيخ محمد الفيومى «تعالى الله أولاك المعالى» و«آمين آمين» و«يا رفاعى يا رفاعى قتلت كل الأفاعى» و«حيارى على باب الغفران»، في ذات الوقت أطلقت عدة أغان مثل «آخر حلاوة مفيش كدة» و«ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة» للشاعر عبدالله أحمد عبدالله.
خاتما، عن المواقف المؤثرة بحياتى أذكر عندما استلفت زوجتى فستان الزفاف من إحدى صديقاتها، وكانت تقول دائما «ما حدش كرمنى ولا حبنى زى سيد مكاوى»، وأثمر الزواج عن بنتين أميرة وإيناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى