كيف تتجنب تحطم المستقبل الوظيفي 

الفشل لا يمكن تحديد تعريف له، فهو مرتبط بجميع مناحي الحياة، قد يفشل الإنسان في الدراسة، أو في الحب، أو في الزواج، وقد يفشل في تكوين العلاقات مع الآخرين… إلى آخره

وهو أن تأتى التوقعات عكس ما هو مخطط له، وهذا لا يعد فشلًا في حقيقة الأمر، لأن إعادة ترتيب الأوراق تخلق من الإخفاق نجاحا، فالفشل في عدم تحقيق الهدف المرجو في مبدأ الأمر لا يعد فشلًا، بل هو إخفاق، فى حالة الاستسلام للقلق والإحباط والتقهقر، هنا يظهر الفشل بشكله القبيح، ليحطم ما تبقى من أمل لديك.

يجب أن تعرف أن الفشل سنة من سنن الحياة، فليس من المنطق أن ينجح شخص في كل شيء، أو أن يفشل في كل شيء،

–  أسباب الفشل

–  عدم التخطيط الصحيح: كي تتجنب الفشل يجب أن تخطط لكل ما تود تحقيقه، عن طريق وضع خطط طويلة الأمد وقصيرة الأمد، تتسم هذه الخطط بخطوات رئيسية يجب تحقيقها، وأثناء وضع هذه الخطط والسير عليها، يجب الاستعانة بأصحاب الخبرات والاختصاص في الأمر الذي تخطط له، وكل فترة يتم تقييم ما تم إنجازه ومقارنته بالخطط الموضوعة.

 

–  قلة الإمكانيات: من الذكاء عند وضع الخطط أن تتسق مع ذاتك، فلا يجوز أن يأخذك الطموح إلى ما هو أبعد من إمكاناتك، وعليه تخسر كل شئ وتقع فى دائرة الفشل، إنما يجب التخطيط بالإمكانات المتاحة مع الصعود التدريجي، لترتفع بإمكاناتك من ناحية وتحقق ما خططت له من ناحية أخرى.

 

–  ضعف الخبرات: عندما تقوم بالتخطيط لمشروع معين أو هدف ما،  يجب أن تختار على أساس خبرتك، أي أن يكون المشروع أو الهدف أنت ملم بكل جوانبه، ولديك فيه الخبرة الكافية التى تساعدك على وضع خطة قوية، لأن إهمال جانب الخبرة، يؤدى إلى الفشل السريع.

 

– التنازع والاختلاف: أن تكون كثير النقد لغيرك، وصداميًا في طريقة مناقشتك، أو أن تسمح لمثل هؤلاء الناس من الاقتراب منك، فيشتت انتباهك ويحول ذلك دون التركيز على تحقيق أهدافك، لذلك يجب البحث عن مناخ مناسب وبيئة منسجمة متوافقة معك، يسودها التفاهم، والاحترام.

 

–  العجز والكسل: الخمول والكسل والتراخي أهم أسباب الفشل الوظيفي، لأنهم يساهمون في عدم التركيز، وإنجار المهام المكلف بها، وتحطيم روح المنافسة، ولكي تستطيع التغلب على الخمول والكسل، لا بد من وضع جدول يومي بمهام محددة تلتزم به، وتكون الرياضة والقراءة والموسيقى جزء من هذا الجدول، فالرياضة تقضي على الخمول، والقراءة تفتح الآفاق للإبداع والتطور، والموسيقى تجلب الهدوء والسلام النفسى الداخلي.

 

–  عدم الثقة بالنفس: الشخصية المهزوزة القلقة لا تستطيع اتخاذ القرارات، ولا إنجاز المهام، وتعتمد بشكل كبير على توجيهات الغير، ويجب أن تكون مرؤوسة بشكل مستمر، ولا يمكن للشخصية القلقة المترددة أن تتولى القيادة أبدًا حيث أنها تستلزم شخصية قوية حاسمة في المواقف الصعبة، وهو ما لا يوجد في حالة انعدام الثقة بالنفس.

 

–   الثقة بالنفس لدرجة الغرور: يولد الغرور أخطاء فادحة، حيث أن الشخص المغرور يعتقد أنه لا يخطئ، وحينما يتطلب الأمر قرارا مصيريا، يتخذه بثقة نابعة من الغرور دون دراسة كافية، فالاعتداد الذي يقف في الوسط بين عدم الثقة بالنفس والغرور، هو من أهم أسباب النجاح وتحقيق الأهداف.

 

–  العيش في الماضي: قد يمر الإنسان بمرحلة فشل ثانوية فى حياته، وقد يمر بمرحلة ضخمة، تترك في نفسه أثرًا كبيرًا، فيمضى حياته كلها خائف من القرارات وتحمل المسؤولية، بسبب التذكر الدائم والمستمر لهذه التجربة الفاشلة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ومن الأفضل أن نتعلم من أخطائنا ولا نرتكن إليها، فتكون هي العنصر الشاغل الرئيس في الحياة.

 

–  عامل الصدمة: قد يكون الفشل مفاجئًا للشخص، فيسبب له صدمة كبيرة، مثل أن يقدم مشروعًا أو خطة للعمل، وترفض بشكل غير لائق أو يسفه منها، أو أن يعتليه وظيفيًا شخص أقل منه فى الإمكانات، لا يجب الاستسلام لمثل هذه الصدمات، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، لأنها تؤثر على جميع نواحي الحياة، حاضرًا ومستقبلًا، إنما طي صفحة الفشل الأولى والبدء من جديد هو الحل الأمثل، مع التخطيط للجديد، وتحديد نقاط الإخفاق التى أدت إلى الفشل في التجربة الأولى لتفادى تكرارها في التجربة الثانية.

 

–  تقسيم الفشل: يلجأ بعض الأشخاص إلى تقييم الفشل وتقسيمه بناءً على الوظيفة التى يمتهنها، فالمدير لا ينظر إلى فشله مثل الموظف الصغير وهكذا، وهذا خطأ كبير جدًا، لأن الفشل في أي مكان هو إخفاق في تحقيق هدف ما، يعود في النهاية على صاحبه، فلا يجوز أن يرى الإنسان الفشل من موقعه الوظيفي، قد فشل موظف في أداء مهمة، تسبب كارثة أمام فشل المدير فى مهمة مماثلة، الفشل هو إخفاق، والعلاج الوحيد التخطيط السريع لتفادى تكرار ما حدث مجددًا.

 

–  فقدان الطاقة: التي تجعل الشخص قادرًا على تحقيق هدفه، أو العكس العمل حى الوصول لدرجة الإجهاد والتوتر، قد يتعلق هذا الأمر بسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضية، ما يجعل الإنسان غير قادر على بذل أى مجهود، والشعور الدائم بالأرق.

 

– التنازل عن الهدف بسهولة: بعض الأشخاص ينهارون من أول مواجهة أو لا يحاولون أكثر من مرة، فقد يتعرض الإنسان إلى كبوة أثناء تحقيقه للخطوات التى حددها من أجل الوصول إلى الهدف، ويتنازل سريعًا عن المضى قدمًا نحو هدفه، وكلما بدء في تحقيق أمر، تنازل عنه سريعًا مع أول إخفاق، وهذا يعود إلى الجمود وعدم المرونة، فالمثابرة والتحمل وإعادة التخطيط وقوة التركيز على الهدف، من أهم سمات الشخصية الناجحة.

 

– عدم الانتباه لمواطن الضعف والقوة: من الأخطاء الكبيرة التى يقع فيها الإنسان الحالم، هو عدم إدراكه لمواطن الضعف والقوة لديه، فيركز على أمور أو خطط أكبر منه نظرًا لضعف إمكاناته فيها، سواء كانت هذه الإمكانات مادية أو وظيفية أو غير ذلك، إنما أثناء التخطيط وتحديد الهدف، يجب التركيز على مناطق القوة فى الشخصية، وتجنب نقاط الضعف بشكل تام.

وفيما يلي نقاط بسيطة توضح أسباب الفشل:

1-    فقدان الهدف والطموح.

2-    اللا مبالاة.

3-    عدم التعلم من الأخطاء.

4-    تأجيل العمل، والمماطلة في تسليمه.

5-    خلق مخاوف ليست موجودة.

6-    الخطأ في اختيار العمل أو الوظيفة.

 

عليك تجنب بعض المصطلحات التى تؤدى إلى الإحباط والفشل:

“مستحيل.. صعب.. لن تستطيع.. هل فعلها أحد من قبلك.. أنا فشلت كثيرا.. …

في الولايات المتحدة، عاش الشاب أبراهام لينكولن، الذي فشل في التجارة في العقد الثاني من عمره، وتكرر معه الفشل في نفس المجال وعمره 31 سنة، وتكرر الفشل مرة ثالثة في عمر 34 سنة، ليصاب حينها بانهيار عصبي، اتجه لينكولن بعد ذلك لمجال السياسة، فى عامه الـ36، وفشل فى دخول الكوندريس الأمريكى 5 مرات متتالية، إلا أنه لم ييأس، فقد أصبح بعدها رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر يناهز 50 سنة، وأصبح من أهم الشخصيات التاريخية في أمريكا والعالم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى