لواء دكتور/ طارق خيرت يكتب :   اللي ميعرفش يقول عدس

اعدها للنشر / زكريا محمد 

تلعب المعلومات دور هام وحيوي في مراحل ادارة الازمة ( استشراف الازمات ونظم الإنذار المبكر – الاستعداد والوقاية – المواجه – استعادة النشاط – التعلم )

 

ويأتي تأثير معلومات الازمة على قائد وأعضاء فريق إدارة الازمات أو جمهور الازمة الذى يطرح حلول قد يراها صائبة في حل الازمة بناء على المعلومات الضئيلة التي يعرفها جمهور الازمة، ولذلك تجد مقاومة شرسة على أسلوبك في حل الازمة، لذلك يجب عليك التمسك

 

بطريقتك في حدود المعلومات المتوفرة عندك لان من لا يعرف يتحدث بثقة كبيرة فلا تنخدع في ذلك، واليكم هذا الرسم البيانى الذى يوضح العلاقة بين الثقة بالنفس والخبرة المتمثلة في المعلومات. من خلال مسمى المنحنى البسيط ( تأثير دانينج- كروجر ) .

 

المنحنى البسيط ( تأثير دانينج – كروجر)

 

وقد حصل بمقتضى هذا الدراسة المنتجة له العالمان (دايفيد دانينج) و(جاستن كروجر) على جائزة نوبل في علم النفس عام 2000م

 

– هذا المنحنى ببساطة يوضح العلاقة بين ثقة الإنسان بنفسه (المحور الرأسي) وخبراته او معارفه في مجال ما (المحور الأفقي)! ويمكننا إجمال ما يفسره من ثلاثة جوانب رئيسية :

 

  • الجانب الأيسر من المنحنى:

 

يمكنكم ببساطة ملاحظة أنه في الوقت الذي تكون خبرات الإنسان ومعارفه في مجال ما تساوي (صفر%) فإن ثقته بنفسه تكون (100%) تقريبا! بما يعني أن الجاهل سيشعر بثقة متناهية لا مثيل لها في آرائه وأطروحاته ولا يشك مطلقا في قدراته في هذا المجال وهي مرحلة الوهم ومقاومة التغيير!

 

  • الجزء الأوسط من المنحنى:

 

حيث أنه ومع زيادة معرفة الإنسان وخبراته يتسرب الضوء إلى عقله وقلبه وتقل ثقته ويزيد لديه الشك في مدى قدرته على الإحاطة بالموضوع الى الحد الأدنى لها فتتولد لديه ثقة حقيقية نابعة من علم وإدراك حقيقي ويتبدد الوهم تباعا!

 

  • الجانب الايمن من المنحنى :

 

لاحظوا معى أن الإنسان مكتمل المعرفة والخبرة بموضوع ما لا تتعدى ثقته بنفسه نسبة (70%)، إذ يظل العالم والخبير مقتنعا تمام الاقتناع أن شيئا ما لازال غائبا عنه ويستشعر ضعفه تجاه الإدراك الكامل لماهية الأمور والإحاطة بكاملها !

 

وهو ما يمكن أن تجده في تواضع كثير من العلماء والخبراء الحقيقيين!

  • ومن وجهة نظري الشخصية ومن واقع الممارسة العملية، فذلك المنحنى يمكننا سريعا من إدراك ذلك التنوع الإنساني للبشر وبخاصة في المنظمات حين يقف البعض مع التغيير مرحبا وراغبا في التعلم والتطور ويقف البعض مقاوما لهما ببساطة وموقنا بأهلية ما يملك من معارف وخبرات!! والعكس صحيح!

 

علينا يوما ما، وكان اعتقاد الواحد فينا جازما بأن ما يعلمه وما يقوله للآخرين هو صواب مطلق! ثم ما يلبث هذا الوهم أن يتبدد بزيادة معارفنا وخبراتنا وامتلاكنا لنسبة الثقة الحقيقية (غير الكاملة)، وزيادة تواضعنا أمام ما نتعلمه يوميا في حياتنا، وإتاحة المجال للنور أن يسطع في نفوسنا وعقولنا وان يفتح طاقة واسعة لكل جديد ليجد سبيلا ملائما داخل أذهاننا!

 

خلاصة القول لتعديل سلوك جمهور الازمة يجب نشر ثقافة الازمات من خلال المعلومات والخبرات حتى تؤثر في مشاعرة اتجاه الازمة وبالتالي تعديل سلوكه اتجاه حل الازمة.

 

وقد قمنا بعمل فيديوهات على اليوتيوب باسم اللواء دكتور/ طارق خيرت، عبارة عن قصص يتم من خلالها نشر ثقافة إدارة الازمات بطريقة مبسطة، أو من خلال المقالات التي تنشر على الجرائد الالكترونية. بالإضافة الى المؤلفات العلمية ( دور النظم الخبيرة في إدارة الازمات –  التدريب الإبداعي في إدارة الازمات –  أزمات حوادث الطيران – أزمات مخاطر العمل – البعد النفسي لإدارة الازمات)

 

دار النهضة العربية، مصر ومكتبة جرير بالدول العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى