رحلة صعود حمدي غيث ودور أسرته في نجاحه الفني
ضمن برامج الإذاعة، حل المبدع الكبير في عالم الفن «حمدي غيث» ضيفا، قائلًا: توفى والدي، الذي كان عمدة قرية شلشلمون، مركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، تاركا خمسة أبناء، أنا أحدهم، حيث كنت أنا في سن الرابعة، وأخى الشقيق عبدالله كان رضيعًا، فحملتنا والدتنا إلى القاهرة، وأقمنا في حي الحسين بالأزهر، حيث كان والدها وشقيقها من شيوخ الأزهر، وهو ما أثر فينا؛ أنا وأخي بإتقان اللغة العربية، وفن الإلقاء، من كثرة الجلوس معهم، وسماع طريقة حديثهم».
وأضاف الفنان حمدي غيث: «ورغم أنها لم تكن متعلمة، فإنها كانت تحب الفن والمسرح، وتصحبنا إلى المسارح، ودار الأوبرا، ومن هنا بدأ عشقنا وشغفنا للفن، علاقتي مع شقيقي الأصغر عبدالله غيث، مختلفة تمامًا، عن غيرها؛ فكانت أقرب إلى علاقة الأب، منها إلى الأخ، كنت كثيرا أشعر وكأنه قطعة مني، فقد توفى والدنا وعمره لم يتجاوز العام، فشعرت بمسئوليتي تجاهه، وأنه ابني لا شقيقي، حتى عندما احترفت التمثيل، كان يلازمنى ويقلدني، وكان يقول لي إنني قدوته وكنت أشجعه».
وتابع: «لم أعنفه، ولم أوبخه، لكي يعمل شيئا أنا أراه فيه، بالعكس تركته ليختار، وأعتقد أنه كان ممثلًا موهوبًا، حتى أن أنتوني كوين أدهشه أداؤه العالي، أثناء تمثيل فيلم الرسالة، في نسخته العربية، حيث إن الاثنين جسدا شخصية حمزة عم النبي، في نسختى الفيلم العربية والإنجليزية، وقد كنت سببًا رئيسيًا في التحاق عبدالله بالفن؛ فعندما عاد من باريس حمسته وشجعته على ترك العمودية، والاتجاه إلى الفن، وسرعان ما لبى رغبتي لشغفه الكبير بالفن، حيث كان يريد شيئًا من اثنين، فلاحًا أو ممثلًا على خشبة المسرح».
واستطرد حمدي غيث قائلا: «كان عبدالله يقول: رغم أن فارق السن بيني وبين حمدي ليس كبيرًا، إلا أنه كان بمثابة الأب لي، لأن والدي توفى وأنا صغير جدًا، وهو الذي حببني في الأدب لأنه سبقني للقراءة، وهو بالمناسبة أديب ومثقف قلّ أن يوجد مثله في الوطن العربي كله، وهو الذي حببني أيضًا في فن المسرح والفن عمومًا».
وأضاف: «كانت أقسى اللحظات في حياتي ومازالت، هي لحظة رحيل عبدالله عام ١٩٩٣، وكان وقتها على وشك البدء في تصوير دوره في الجزء الثاني من مسلسل المال والبنون، فاضطرت إلى إكمال دوره في المسلسل، بعد إلحاح من المخرج الذي أكد لي أنه لا أحد يستطيع إتقان الدور مثلي، فوافقت، ولكن كنت أعود من التصوير باكيًا ومتأثرًا بدرجة كبيرة، وظللت على هذه الحال حتى دخلت في أزمة نفسية حادة لم أعرف أفوق منها إلا إذا رحلت له».
واختتم الفنان القدير حمدي غيث حديثه قائلًا: «أما عن علاقتي العاطفية، فكانت فقط علاقة حب مع زميلتي في معهد التمثيل، وتزوجتها، وسافرنا معًا إلى البعثة بفرنسا، ولكن توفيت بعد عام من ولادتها لابنتي الكبرى ميادة، وتزوجت فيما بعد من والدة ابنتي الأخرى مي».