“السقا” مهنة روت عطش مصر قديمًا وجفت حديثًا.. تعرف عليها؟
كتب- وليد سليم:
“السقا أو السقاية أو السقاء” هي مصطلحات لمهنة قديمة كانت مشهورة في الحارات الشعبية والأماكن العامة بمصر، وهي عبارة عن رجل أو امرأة تحمل (جرة أو قربة “مصنوعة من جلد الماعز”)، مملؤة بالماء يبتاعها الأهالي منهم مقابل مبالغ متفق عليها، إلا أنه مع تطور الوقت باتت المهنة مندثرة بشكل كبير.
وبحسب ويكبيديا فإن السقا هو الشخص المسئول عن نقل المياه من الخزانات أو الأنهار إلي المساجد والمدارس والمنازل والأسبلة (جمع سبيل) الشرب العامة، لعدم وصول المياه إلى هذه الأماكن لخدمة الأهالي.
كيف يتم اختيار السقا؟
كان السقاؤون يحملون القرب المصنوعة من جلد الماعز على ظهورهم وهي مملوءة بالماء العذب، ومن العجيب أن تلك المهنة كان لها متطلبات خاصة حيث يلزم للمتقدم لهذة المهمة اجتيازه اختبار مبدئي لكي يلتحق بوظيفة السقاء، وهو أن يستطيع حمل قربة، وكيس ملئ بالرمل يزن حوالي 67 رطلًا لمدة ثلاثة أيام و ثلاثة ليالي دون أن يسمح له بالاتكاء أو الجلوس أو النوم!.
مزايا السقا…
ويعد السقا هو الشخص الوحيد الذي يدخل أي بيت سواء كان أصحابه أغنياء أو فقراء، حيث كان يقوم بحمل قربته، ويضع فيها الماء البارد الذي يضيف إليه مادة “الشبه” لينقي الماء من رواسب طمي النيل، ليصبح نظيفاً وصالحًا للشرب ويمشي في الأسواق والشوارع ليشرب الناس من الماء.
لماذا يحمل السقا الماء في جلد الماعز؟
تعتبر جلد الماعز بعد دبغه جيدًا مبرد طبيعي للماء، وتعد القربة مع الحفاظ عليها هي من أكثر المواد قدرة على التأقلم مع السقا وخاصة إذا أحسن صنعها ويستمر عمرها لمدة عام وأكثر، واشتهرت محافظة أسيوط وبالتحديد مدينة أبوتيج بصناعة القربة فضلا عن عدد من مناطق بمحافظة الجيزة.
كيفية الحصول على أجره؟
لجأ السقا إلى طريقة ليحصل بها على أجرته عن طريق إعطاء “ماركات” وهي حصوات مشغولة أو خرز لصاحب البيت، وكل عدد حصوات مساوِ لعدد المرات المطالب فيها بملئ الزير لصاحبه، فكلما ملأ الزير أعطاه “مارك” حتى ينتهي العدد فيتلقى أجرته كاملة، وهي المتفق عليها مسبقًا.
أماكن تواجد السقاؤون..
تواجد السقاؤون بكثرة في منطقة القاهرة القديمة، في حي يسمى “باب البحر”، وهو يقع بجانب باب زويلة، وسمي بهذا الاسم بعدما شيد السلطان صلاح الدين الأيوبي، باب يطل على النيل عام (569هـ/1174م) في نهاية السور الشمالي الغربي للقاهرة، حيث حرص السقاؤون على التواجد بالقرب من مصادر المياه والمتمثلة في نهر النيل بالنسبة لمصر.
متى ولماذا بدأت مهنة السقا في الاندثار؟
تراجعت أسهم مهنة السقا في الشوارع المصرية في بداية من عام 1865 م مع بداية نشأت مضخات المياه وتوصيلها لأماكن بالقاهرة إلا أنها لم تندثر في هذا الوقت واستمرت لفترة كبيرة معتمدة على عدد من الأماكن التي لم تصلها مياه الشرب عن طريق المضخات، واعتمد السقاؤون على إيصال المياه لهم، حتى تراجعت بعد تغطية القاهرة والمحافظات بمضخات ومواسير المياه.